قصر البارون

بسبب حبه الشديد لمصر، قرر المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، تشييد قصر يحمل اسمه، لا يغيب عنه الشمس، وأطلق عليه اسمه «قصر البارون إمبان»، وبعد الانتهاء من تطويره وترميمه، افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، ضمن عدد من مشروعات منطقة شرق القاهرة.

  • ولكن ما قصة القصر؟

يعد قصر البارون إمبان، تحفة معمارية فريدة من نوعها، ويقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وقد شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، الذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، حيث استلهم بناء القصر من معبدأنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصمم القصر المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911م، وقرر «البارون» أن يكون قصره أسطوريا لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخله من جميع حجراته، وأصبح أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق.

القصر من الداخل حجمه صغير، فهو لا يزيد على طابقين ويحتوى على 7 حجرات فقط، الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوى فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها، وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

قررت الدولة اعتبار القصر «أثرًا إسلاميًا»، بقرار من مجلس الوزراء، مشددة على أنه «لا يجوز لملاكه التصرّف فيه دون الرجوع إلى المجلس الأعلى للآثار»، وللتأكد من إتمام مشروع تطويره بشكل سليم، تمت الاستعانة بكل وثائق القصر المحفوظة في خزينة خاصة ببنك مصر، وتحتوى على عقود الملكية وتصميمات القسم المفصلة لكل جزء فيه.

- صورة أرشيفية

مشروع الترميم يهدف إلى إعادة التأهيل إلى عمل تصور كامل لإعادة تأهيل قصر البارون، ويشمل توصيات الترميم، وتقييم الحالة الراهنة، ومقترحات وحدود التدخل، بالإضافة إلى خطة إدارة الموقع وإعادة الاستخدام بناءً على دراسات متخصصة لتحقيق أغراض الحفاظ والحماية وصيانة العناصر الأثرية ورفع وعي الزائرين بماهية الموقع وتاريخه وتاريخ تطور البيئة المحيطة.

وقد شملت الدراسات الاستشارية أيضًا أعمال التوثيق الفوتوغرافي والمجسات وحفر كشفية، بالإضافة إلى إعداد ملف توثيق متكامل لكل العناصر الأثرية والواجهات والمساقط الأفقية للقصر باستخدام المسح ثلاثي الأبعاد ومحطات الرصد المتكاملة.

ومع خطة التطوير التي تم تنفيذها، سيضم المعرض مجموعة متنوعة من الصور، والوثائق الأرشيفية، والرسامات الإيضاحية، والخرائط، والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة، حي هيليوبوليس وحي المطرية، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور، والخرائط، والوثائق، والأفلام التي تحكي تاريخ مصر الجديدة، ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة، بحسب ما ذكره بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار.

وزير الآثار، خالد العناني، قال إن القصر سيحكى تاريخ منطقة مصر الجديدة، بداية من مدينة «أون» التي تعود للعصور الفرعونية، مرورًا بتأسيس الحي بمسماه الحالي عن طريق البارون إدوارد إمبان، بالإضافة إلى تسليط الضوء على شخصيات مصرية وطنية لعبت دورًا مهمًا في إنشاء المنطقة، وقال: «هناك وثيقة فرنسية تقر أن اللون الطوبي هو لون القصر الأصلي، وليس لون آخر كما يروج البعض». ووفقاً للموقع الرسمي لوزارة الآثار والسياحة، فقد تخطت تكلفة الترميم ما يقارب الـ 100 مليون جنيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة